إن الدور الفعال والكبير في الكشف عن الهوايات المدفونة في شخصية الأبناء هو الأهل ،
فكثير من الهوايات قد تبقى دفينة لوقت بعيد حتى تكتشف بالصدفة أو بموثرات خارجية.
ف الأهل دورهم الفعال في تقصي البحث في ميول وهوايات أبنائهم وذلك من خلال المراقبة الدائمة لتصرفاتهم وتعزيز الإيجابي منها والذي في النهاية يصب في تحفيز الهوايات الدفينة لتخرج
فمثلا عندما يقوم الطفل برسم كوخ جميل على دفتر الرسم
فلما لا يبادر الأهل في حمل هذه الرسمة وتعليقها إن تطلب الأمر وإبرازها للجميع وخصوصا الأقارب ويقال لهم أمام مسامع أبنائهم انظروا كيف أن فلان استطاع أن يرسم رسمة جميلة
فمجرد هذه الكلمات البسيطة فإنها تصنع انفجارات رهيبة في نفسية وشخصية ابنهم
وأيضا لما لا نوفر له الألوان الجميلة بعد ذلك ؟ ليبادر ثانية برسمة أجمل وأجمل حتى بعد حين سترى أنه استطاع أن يرسم ما لم تكن تتوقعه أبدا هذه هي التنمية الحقيقية والمطلوبة .
فالبيئة غنية بالمثيرات التي قد تكتشف مواهب الطفل وإبداعاته,
أيضا يقع على عاتق الأسرة توفير الأجواء الملائمة والإمكانيات المناسبة لهذا الطفل ،
والعمل باستمرار على تشجيعه لممارسة هذه الهواية ولو بشكل معنوي.
ثم يقع على عاتق الأسرة التعزيز وهو عبارة عن مكافأة الطفل حتى يكرر ممارسة هوايته ويتشجع .
وكما أنه يجب أن يكون هناك جلسة شبه أسبوعية لكافة أفراد الأسرة لمناقشة المواهب والهوايات عند الأبناء وكيفية تطويرها. وتقديم هذه المواهب لكافة مؤسسات المجتمع وشرائحه والتي من دورها البحث عن الأطفال أصحاب الهوايات الخاصة وأصحاب المواهب والفكر الإبداعي ،
وأن تعكف على الاهتمام بهم وتقديم لهم الدعم المادي والمعنوي ، وبذلك نستطيع أن ننمي مهاراتهم وقدراتهم الإبداعية .
إن الهواية التي يمارسها الطفل ويتفوق بها هي انعكاس لشخصيته وانعكاس لما يشعر به ، ويكون نوعا من الإعلاء عند الكبار؛ لكي ينال إعجاب الآخرين وتقديرهم واعتزاز به ،
وأكثر الهوايات محببة لدى الأطفال هي هوايات اللعب ، وهو يعتبر ضروريا جدا وليس مضيعة للوقت كما يعتقد البعض ، فاللعب عبارة عن مهارة مركبة تحتوي في طياتها على الأداء الحركي والأداء الذهني والأداء الاجتماعي حيث يجتمع الطفل مع أقرانه وأصدقائه .
وإن للأصدقاء تأثيرا على هذه الهوايات والمواهب وتنميتها وصقلها ، وتجعل هناك تفاعلا من قبل الطفل مع غيره ، ولكن قبل الأصدقاء هناك الإخوة في البيت ، والذين هم بمثابة القدوة له ، ثم بعد الإخوة تأتي مرحلة الأصدقاء والتي يكون لها تأثير على سلوكيات الطفل ومهارته إما سلبا أو إيجاباً.
بالطبع سيكون التساؤل الذي يطرح نفسه عند الحديث عن موضوع سحر الشخصية هو ما إذا كان هذا السحر صفة يولد بها المرء. يجيب الكتاب عن هذا التساؤل بأنه على الرغم من أن بعض الناس يبدون كما لو كانوا يمتلكون هذه الصفة تلقائيا، إلا أنها في النهاية تعد مهارة يمكن للمرء تعلمها وصقلها بالممارسة والتمرين.
تعتبر مهارة التعامل مع الناس من المهارات الحيايتة المهمة التي يجب إكسابها للأبناء منذ الصغر. والطريقة الوحيدة التي تجعل من الفرد قادراً على اكتساب مهارة التعامل مع الناس هي تطبيق المعرفة في هذا الخصوص وتنفيذ المبادئ الأساسية في مهارة التعامل مع الآخرين فتجنب الإحساس بضرورة الإبتعاد عن الآخرين لتجنب الاحتكاك معهم والمتاعب التي قد تنجم من تعاملهم.
النظر إلى مهارة التعامل مع الآخرين على أنها مهارة مجزية تفعلها برضا حقيقي.
لا تحط من قدر الآخرين أياً كانوا خاصة الذين يقلون عنك في مستواهم الثقافي أو الاجتماعي أو الاقتصادي.
لا تتسرع في الحكم على الآخرين آجل حكمك على الآخرين لحين تكوين صورة متكاملة عنهم، ولا تجعل إنطباعك الأول هو إنطباعك الأخير، ولا تتأثر بالمظهر العام للفرد وتجعله المحك الوحيد لحكمك.
لا تفترض أن في الآخرين الكثير من العيوب، بل افترض أنك أنت الممتلئ بالعيوب.
تمالك غضبك إذا أغضبك الناس
تذكر أسماء الناس الذين تعاملت معهم من قبل إذا في حد ذاته يعطي الآخر سبباً وجيهاً للراحة في التعامل معك مبدئياً كانطباع أولي.
أمدح الآخرين وأشكرهم لكن دون نفاقهم أو تملقهم فكلمة اشكرك في كثير من الأحيان تعمل ككلمة سحرية تفعل الكثير.
لا تتمسك برأيك إلى حد العناد واسمع رأي الآخرين فقد تكتشف منه أشياءً لا تعرفها من قبل.
لا تمازح الآخرين وتداعبهم أكثر من اللازم فالتمادي في المزح معهم قد يؤثر على رأيهم فيك، ويجعل التعامل معهم صعباً.
لا تكن جاداً أكثر من اللازم فالعبوس والكثير من الجد قد يكون له أثراً سلبياً في التعامل مع الآخرين.
لا تتظاهر بحقيقة غير حقيقتك، ولا تزيف مظهرك الاجتماعي
لا تستخدم أسلوب التهديد أو الضغط والسيطرة في التعامل مع الناس للحصول على مكاسب
فتعليم الأطفال لا يقتصر على الأحرف والأرقام، بل هناك علم يجب علينا العناية به وتعليمه لهم منذ نعومة أظافرهم، علم أدب التعامل وحسن التصرف هو من أهم العلوم الأخلاقية والسلوكية في حياتنا.
ولذلك يجب علينا نحن الآباء والأمهات التعرف أكثر على هذا العلم واكتسابه لنقله إلى فلذات أكباهم.
1. الطلب والشكر:
هناك كلمتان سحريتان كلمة "من فضلك" عند طلب الشيء، وكلمة "شكراً" هي أفضل الطرق للإعراب عن الامتنان والعرفان، والأفضل منها "من فضلك" التي تحول صيغة الأمر إلى طلب وتتضمن معنى الاختيار بل وإنها تجعل من الطلب غير المرغوب فيه إلى طلب ممتع في أدائه.
2. الألقاب:
الطفل الصغير لا يبالي بمناداة من هم أكبر منه سناً بألقاب تأديبية تسبق أسماؤهم لأنه لا يعي ذلك في سن مبكرة ولا يحاسب عليه، ولكن عندما يصل إلى مرحلة عمرية ليست متقدمة بالدرجة الكبيرة لا بد من تعليمه كيف ينادي الآخرين باستخدام ألقاب تأديبية لأن عدم الوعي سيترجم بعد ذلك إلى قلة الأدب.
3. آداب المائدة:
آداب المائدة للكبار هي نفسها للصغار باستثناء بعض الاختلافات البسيطة وإن كان يعد اختلافاً واحداً فقط هو تعليمهم عدم إصدار الأصوات العالية على مائدة الطعام أو التحرك كثيراً، مع الأخذ في الاعتبار إذا استمرت الوجبة لفترة طويلة من الزمن فإن الطفل لا يطيق احتمال الانتظار لهذه الفترة ويمكن قيامه آنذاك.
لكي يتعلم طفلك احترام خصوصيات الكبار، لا بد وأن تحترم خصوصياتهم في ما يلي:
– لا تقتحم مناقشاتهم.
– لا تنصت إلى مكالماتهم التليفونية.
– لا تتلصص عليهم.
– لا تفتش في متعلقاتهم.
– انقر الباب واستأذن قبل الدخول عليهم.
ولا تتعجب من هذه النصائح لأن تربية الطفل في المراحل العمرية الأولى واللاحقة ما هي إلا مرايا تعكس تصرفات الوالدين وتقليد أعمى لها.
5. المقاطعة:
والأطفال مشهورون بمقاطعة الحديث، وإذا فعل طفلك ذلك عليك بتوجيهه على الفور أثناء المقاطعة ولا تنتظر حتى تصبح عادة له.
6. اللعب:
من خلال السلوك المتبع في اللعب بين الأطفال تنمو أساليب للتربية عديدة بدون أن يشعر الآباء:
– روح التعاون.
– الاحترام للآخرين.
– الطيبة.
– عدم الأنانية وحب الذات.
ويتم تعليم الأطفال من خلال مشاركة الآباء لهم في اللعب بتقليد ردود أفعالهم.
7. المصافحة بالأيدي:
لا بد وأن يتعلم الأطفال مصافحة من هم أكبر سناً عند تقديم التحية لهم مع ذكر الأسم والنظر إلى عين من يصافحهم، وقم أنت بتعليمهم ذلك بالتدريب المستمر. ومع كبرهم يجب شرح القواعد الشرعية للأبنة بعدم جواز مصافحة الرجال الأجانب، وللأبن بعدم مصافحة المرأة الأجنبية عنه.
8. تربية في الداخل والخارج:
جميع الآداب السابقة لا تقتصر على المنزل وإنما في كل مكان وفي كل شيء. للأباء، والأجداد، والأصدقاء، وفي المحادثة وعند الطعام. وعند الذهاب للمدرسة أو النادي.
وأكدوا على أهمية الاستماع الجيد بين المتحاورين. وأوضحوا أن بعض المعلمين وأولياء الأمور لا يولون ثقافة الحوار إهتمامهم ولا يعمدون إلى اخذ مقتضياتها بعين الاعتبار ويعملون على كبت هذه الثقافة وقمع المتحاورين مما خلق لنا جيلا خطواته بطيئة وخجولة.
إن فكرة الفرد عن نفسه هي انعكاس مباشر لفكرة الآخرين عنه ، وأن الفرد يبني كثيراً من علاقاته على أساس من الرأي السائد فيه " .
فالمتربي يتأثر بأقوال وآراء المربي عنه ، ويبني الآراء عن نفسه وفقاً لما يقوله الآخرون عنه ، فإذا كان المتربي محلاً لثقة المربي ، ومعروفاً أو مذكوراً عنده بالقدرة والنشاط والمبادرة ، وموكولاً إليه من المهمات والأعمال ما يتطابق مع الرأي فيه ، وإذا كان يلقى من التشجيع والتأييد ومن التوجيه والتكليف ما يمثل اتجاها ورأياً يتناسب مع قدراته وإمكاناته ، فإنه يسعى لتأصيل ذلك في ذاته ، وجعله صفة من صفاته وسمة من سمات شخصيته ما أمكن . وكذلك الصفات السلبية تتأصل من خلال مسالك وآراء المربي فيه .
وهكذا فالمتربي يقدم أو يحجم ، وينشط أو يجبن ، ويجتهد أو يكسل ، ويجرؤ أو يسكت ، وفق ما يعلمه من رأي المربي فيه ، ووفق ما يقوم به من معاملة مبنية على ذلك

وجزاكم الله الف الف خير
طرح قيم بارك الله فيك